الأربعاء، 1 سبتمبر 2010

روح واحدة




أولى محاولاتى القصصية

أرجو أن تنال اعجابكم  





تستعد الشمس لمغادرة هذه الرقعة من الكرة الأرضية متجهة لرقعة أخرى لتنشر فيها الدفء والنور وكانت تلملم بقايا اللون الأحمر المنتشر بين السحاب راسما لوحة رائعة الجمال
وكان الشفق الأحمر وكأنما شعر بالخجل من كثرة تحديق الناس به وبمنظره الخلاب فتخضب وجهه بحمرة الخجل أو ربما لم يتحمل حسه المرهف مشهد الوداع بين النهار والبحر فبكى حتى احمرت عيناه من كثرة بكائه أو ربما هو سبب اخر .



" ياله من مشهد ساحر "



قالها ياسر وعلاء معا وفى نفس اللحظة وهما واقفان أمام البحر يحدقان فى هذا المشهد المبهر ونظر كل منهما الى الاخر ثم انفجرت الضحكات فى حلقيهما فهذه ليست المرة الاولى التى يقولا فيها نفس الكلام معا ذلك لأنهما أصدقاء منذ فترة وقد وصل الامتزاج الشعورى بينهما ذروته فأصبحا يشعران ببعضهما البعض من دون كلام



" سبحان الله "
قالها ياسر وهو يشير الى منظر الغروب وأردف قائلا : " انظر يا علاء الى امتزاج الالوان , ان ألوان الشمس والسحاب والبحروالسماء قد امتزجت معا راسمة لوحة رائعة الجمال................
أود أن أسبح قليلا يا صديقى ما رأيك ؟؟ ""



رد علاء : "أنت تعلم أن حالتى الصحية تمنعنى فقلبى المريض لن يتحمل مجهود السباحة "



ياسر : " حسنا سأسبح أنا قليلا وانتظرنى أنت هنا , فأنا لا أستطيع مقاومة الماء كما تعلم "



علاء : "حسنا ولكن كن حريصا يا صديقى "
ابتسم ياسر وقال : " لا تقلق يا صديقى "



وخلع ملابسه وقفز فى الماء وظل يسبح ويسبح ويسبح وعلاء ينظر اليه ويبتسم .. ولكم تمنى أنه يستطيع السباحة مع صديقه ولكنه راض بقضاء الله



وفجأة



تجهم علاء اذ رأى ياسر عاجزا عن السباحة لسبب ما لا يعرف كنهه وهو يستغيث بصديقه



ونظر علاء حوله فلم يجد أحدا من الناس , وهنا وبدون أدنى تردد أو تفكير قفز فى الماء وأخذ يسبح باتجاه صديقه واستطاع الوصول اليه ودفعه الى الخارج قليلا ولكن قلبه الضعيف لم يتحمل رؤية صديقه يغرق ولم يتحمل أيضا مجهود السباحة فشعر بقوته تخور شيئا فشيئا



وشعر أن قلبه سوف يتفجر من كثرة وشدة ضرباته وفقد الاثنان وعيهما ......



رأى أحد الناس بالصدفة هذا المشهد فأسرع بانقاذ الصديقين وتجمع الناس حولهما وانحنى أحدهم ليفحصهم وقال : " هذا الشاب لا يزال حيا ولكن ,,,, واه مما يأتى بعد هذه الكلمة



البقاء الله .. لقد توفى .. اتصلوا بالشرطة والاسعاف "



كان ياسر قد بدأ فى استرداد وعيه وسمع هذه الكلمات فانتفض من مكانه وأسرع الى صديقه ينادى عليه ولكن القدر قد قال كلمته وفارق علاء الحياة.



هرب النهار فى هذه اللحظه كى لا يري المشهد المؤلم وكأنما أخبره السحاب بسر بكائه الحقيقى , فارق النهار هذه المنطقة وأظلمت الدنيا فى وجه ياسر الى الأبد .



أعتقد أنه لا يوجد أديب على وجه الأرض يستطيع أن يعبر عن الحالة السيئة التى وصل اليها ياسر مهما أوتى من سحر البيان .



فبين شعوره بالذنب لموت صديقه واحساسه بالقهر لفراقه وتذكره لأيامه معه وتخيلاته للأيام بدونه وكيف ستكون حالتها بدون أعز أصدقائه كانت حالته .
حاول أن ينادى عليه بأعلى صوته ولكن صوته تجمد فى حلقه ولكنه حاول وحاول الى أن خرج صوته يشق الأفق
" علاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء "
وانتفض ياسر من نومه مع تلك الكلمة ونظر حوله فى دهشة وتطلع الى أرجاء حجرته



وقال : " الحمد لله .............. لقد كان حلما ................... لقد كان حلما ........الحمد لله "



انتظر ياسر قليلا حتى هدأت حالته ثم خرج من غرفته واتصل بصديقه علاء وأخبره أنه يريد مقابلته واتفقا على الموعد والمكان



مرت الدقائق على ياسر وكأنها سنوات طوال حتى جاء موعد اللقاء وحينما رأى صديقه علاء ركض باتجاهه وعانقه بشده وانهمرت دموعه ولكنه لم يكن يريد أن يخبره بهذا الحلم واكتفى بأن قال : " حمدا لله أحبك فى الله يا صديقى "
ابتسم حينها علاء وقال : " أحبك الذى أحببتنى فيه يا صديقى ولكن هل كنت تنتظر أن أموت وأنا أنقذك حتى تقول أنك تحبنى فى الله ؟ "



ونظر كل منهما للاخر وابتسما وتابعا الطريق



" وهل ستنتظر الى أن يفعل كل أصدقاؤك ما فعلته حتى تخبرهم بأنك تحبهم فى الله "



قالها علاء هذه المرة فى نفسه ولم يتلفظ بها ولكنها وصلت الى قلب وعقل ياسر فرد عليه فى نفسه أيضا : "أنت على حق يا صديقى سأخبرهم جميعا .. فهذا يقوى علاقتنا وهذا هو هدى النبى صلى الله عليه وسلم "



" الحمد لله الذى أنعم على بصداقتك "
قالاها معا ونظر كل منهما الى الاخر ثم انفجرت ضحكاتهما وتابعا الطريق



جسدان بروح واحدة



تمت بحمد الله

0 التعليقات:

إرسال تعليق

سواء اتفقنا أو اختلفنا

رأيك يهمنى ما تبخلش عليا بيه