السبت، 5 فبراير 2011

أم الفتن



بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمى الأمين أما بعد
تذكرت بالأمس واقعة مهمة فى التاريخ الاسلامى وأردت الحديث عنها أو عن الذى أتذكره منها لعل وعسي تصل رسالتى اليكم
فبعدما قتل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه تولى سيدنا على بن أبي طالب الخلافة فى ظروف غير مستقرة للدولة الاسلامية وهنا طالبه البعض -وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان - بتطبيق حد القتل على قتلة عثمان بن عفان ولكن سيدنا على رأى أن تستقر الدولة الاسلامية أولا ثم يتم تطبيق حد القتل عليهم وهو ما رفضه معاوية وأتباعه ودب الخلاف بين المسلمين

على بن أبي طالب يريد الاستقرار أولا ثم المطالبة بتطبيق الحد عليهم ومعاوية بن أبي سفيان يريد تطبيق الحد أولا ثم لتستقر الدولة أو لا تستقر

ولنتجاوز ما حدث بعد ذلك من معارك وحروب وخلافات الى النقطة التى بدأ فيها التحاور بين الفريقين واختار كل منهما حكما للتحاور بينهما
وهنا ظهرت مجموعة جديدة تسمي بالخوارج وهى التى خرجت على سيدنا على وطالبت بدمه
لاحظ معى أنهم طالبوا بدمه وليس مجرد خروجه من البلاد 
ولكنهم لم يرفضوا الحوار مع سيدنا عبد الله بن عباس
لم يرفضوا الحوار وهم الخوارج الذين طالبوا بقتل على
لم يرفضوا الحوار ولم يشترطوا الحوار بعد قتل على بن ابي طالب كرم الله وجهه
وبدأ الحوار وكانت أسبابهم التى دفعتهم للخروج كالآتى

أولا : حكم الرجال فى دين الله والله تعالى يقول " ان الحكم الا لله "
ثانيا : تنازل عن صفة أمير المؤمنين فان لم يكن أميرا للمؤمنين فهو أمير للكافرين
ثالثا : قاتل أقواما ولم يغنم أموالهم ولم يسب نساءهم فان كانوا مسلمين فحرام عليه قتالهم وان كانوا كفارا فحلال له أموالهم

يالها من دلائل واضحة بينة

يا لهم من قوم

كفروا سيدنا على ويطالبون بدمه ومع ذلك قبلوا الحوار

كانت ردود سيدنا عبد الله بن عباس كالتالى

أولا : أتحكيم الرجال لحقن دماء المسلمين أولى أم تحكيمهم للصلح بين الزوجين ؟؟
كان الرد بل تحكيمهم لحقن الدماء أولى بالتأكيد
فقال : والله تعالى قال ما معناه ارسلوا حكما من اهله وحكما من اهلها

وهنا تنازلوا عن هذه النقطة

اما عن نقطة أمير المؤمنين فروى لهم سيدنا عبد الله بن عباس أن النبي صلي الله عليه وسلم تنازل عن صفة رسول الله فى صلح الحديبية وطلب من على بن أبي طالب محو هذه الصفة من وثيقة الصلح قائلا لعلك تحتاج لمثلها يوما

اما عن القتال والغنائم
فقال لهم عبد الله بن عباس أكنتم تريدون من على أن يسبي أمهاته وامهاتكم وامهات المؤمنين زوجات النبي صلي الله عليه وسلم ؟

لأن القتال كان فى المدينة المنورة


وهنا تراجع بعضهم وعاد مع سيدنا عبد الله بن عباس ستة آلاف منهم ليكونوا مع على بن ابي طالب

ولكن العديد منهم لم يتراجع وهم من قتلوا سيدنا على بن أبى طالب
ويروي ان قاتله كان يردد " ان الحكم الا لله " وهو يغرس سيفه فى صدر صهر النبي صلى الله عليه وسلم


ولم تنتهى الفتنة حتى الآن

يذكر أيضا أن النبي صلي الله عليه وسلم ذكر هذه الوقائع كلها ووصف شخصا مقطوع ذراعه وفيه حلمة كحلمة الثدى يقتله أولى الطائفتين بالحق

وحينما انتهت احدى المعركة بحث سيدنا على عن هذا الرجل وحينما وجده بكى كثيرا لانه حينها كان اولى الطائفتين بالحق

تذكروا أنه كان يريد الاستقرار أولا

والله المستعان

1 التعليقات:

Unknown يقول...

طيب مين علي ومين معاوية ومين الخوارج في موقعة الجمل 2011

إرسال تعليق

سواء اتفقنا أو اختلفنا

رأيك يهمنى ما تبخلش عليا بيه