الخميس، 21 أكتوبر 2010

الجريمة ... قصة قصيرة

صخرة صغيرة تبكى .. وهل للصخر عيون ؟؟ ربما .. انها تطير وترتفع .. منذ متى وللصخور أجنحة ؟؟ منذ اليوم .. ها هى قد وصلت للقمر تشكو له حالها .. حالها ؟؟ أنا أهذى .. كلا لست أهذى .. لقد تأثر القمر لبكائها وأخرج مدية حادة من حقيبة أدواته وقطع شرايين معصمه .. حقيبة أدواته ؟؟ ومعصمه ؟؟؟ انتحر القمر ؟؟ لقد جننت بالتأكيد
كلا لم أصب بالجنون بعد .. أنا فقط أحكى المشهد الذى انتهيت من اعداده على حاسوبى .. فأنا أعمل مصمم ( جرافيك ) وخيالى الواسع هو رأس مالى الحقيقى .. بالطبع هو خيال غريب ولكن هو مجرد فيلم كارتونى لن يضر .. الأكثر غرابة فى خيالى أنه يتحقق .. بالطبع لست أقصد القمر المنتحر والصخرة الباكية ولكن أقصد على مستوى البشر .. فلقد منحنى الله قدرة غريبة لست أصدقها حتى الآن .. حينما أتخيل شيئا ما فانه يحدث فورا .. أتخيل أن أحد معارفى قد تزوج من احداهن .. فلا يمر شهر حتى يتزوج منها .. أتخيل أن فلانا سينام فينام فى مكانه .. أتخيل أن أحدهم لن يأتى للعمل فلا يأتى .. هو ليس حدسا .. هو شئ أعمق من ذلك .. أتخيل أن .. أن .. من هؤلاء الأشخاص المتشحين بالسواد من حولى .. أشتم منهم رائحة الجريمة لو أن للجريمة رائحة

<< لقد علمنا بشأن خيالك الفعال ونود الاستفادة منه .. والا .. >>

قال أحدهم الذى يبدو وكأنه زعيمهم هذه الجملة وهو يشير بسلاح أبيض أمام رقبته فى حركة ذات معنى معروف .

خيالى الفعال .. هل انتشر الخبر بهذه الطريقة ؟؟

ابتلعت ريقى قبل أن أقول :" وكيف ستستفيدون من خيالى الفعال ؟؟ "

ابتسم الرجل ليكشف عن أسنانه التى تغار البشاعة منها وأخرج ورقة كبيرة وضعها أمامى وقال :" هذه خريطة مبسطة لمصرف المدينة .. سوف نسرقه "

على الرغم من سعة خيالى لم أتخيل يوما أن أسرق مصرفا لذلك تساءلت فى عجلة :" نسرقه ؟؟ هل تقصد أننى سأشارك فى جريمة كهذه ؟؟ بالطبع لن أفعل "

أخرج الرجل مسدسا كبيرا وأخذ يتفحصه أمامى فى رسالة تهديد واضحة وبليغة وفعالة أيضا وقال :" بل ستفعل .. كل ما عليك هو أن تتخيل فقط .. تخيل أن أجهزة الانذار قد نسيت دون أن تفعل .. تخيل أن الحراس نائمون .. تخيل أننا سننجح فى السرقة "

عبث ببعض الأجزاء الميكانيكية للمسدس .. تلك الأجزاء التى تصدر أصواتا وأردف :" ونحن لن نرغمك على أى شئ "

هذا الرجل بارع فى التهديد .. انه لا يتحدث ولكنه يقول ما يريد فى بلاغة يحسد عليها

غريزة البقاء بداخلى كانت أقوى من أى مبدأ .. فما كان منى الا أن خرجت معهم لتنفيذ ما طلبه منى زعيمهم .. لقد أساء هؤلاء المجرمون استخدام قدراتى .. أعلم أن هذه المهمة سوف تتكلل بالنجاح لو فعلت ما أمرونى به .. وان خالفت أوامرهم سوف أقضي ليلتى فى المقبرة مع رصاصة صغيرة تزين جبهتى أو رقبتى على حسب ما يريد هذا المجرم .. لذلك فأنا مضطر للتنفيذ وليغفر الله لى خطيئتى .. وصلنا الى المصرف وتفرق جمع المجرمين كل الى مهمته الموكلة اليه .. وبقى معى زعيمهم وشخص آخر وراح هذا الزعيم يأمرنى ببعض الأشياء كى أتخيلها .. وبالفعل فعلت ما أمرنى به ولم تمر النصف ساعة حتى استسلم أول حراس المصرف الى سلطان النوم .. ومر من الوقت ربع الساعة حتى نام الثانى ولم يبق سوى حارسين آخرين .. يبدو أنهم سوف ينالون ما يريدون .. ماذا أفعل الآن .. لابد من حل لأفسد خطتهم .. رأيت أحد أصدقائي فى الجوار فاستأذنت منهم كى ألقى التحية عليه والغريب أنهما قد وافقا على طلبي دون ابداء أى انزعاج .. ووقفا يراقبانى من بعيد

اتجهت الى صديقى لأقص عليه ما حدث معى عسي أن أجد عنده حلا لمشكلتى يمنعهم من السرقة ويحفظ على حياتى .. ابتسم صديقى وقال :" وكيف عرفوا بان ما تتخيله يتحقق ؟؟

اتسعت عيناى عن آخرهما حين فكرت فيما يقصده صديقى .. لم يمهلنى وقت للتفكير وأشار بسبابته الى رأسي وأردف : " والحل يكمن هنا أيضا "

وتركنى فى دهشتى وغادر

عدت الى المجرمين وأنا أبتسم من بساطة الحل الذى اقترحه صديقى وسمعت أحدهما يقول للآخر :" من هذا الذى يبتسم لنا ؟؟ هل تعرفه ؟؟ "

أومأ الآخر برأسه نفيا .. لقد نجحت الطريقة اذن



تمت بحمد الله

الأحد، 17 أكتوبر 2010

مصر يا ولاد




صباح الخير أو  مساء الخير... حسب التوقيت المحلى اللى هتقرا فيه البوست

الواحد أحيانا كدة بيفتكر حاجات حصلت معاه زمان مش عارف بفتكرها ليه

بس المرة دى أنا عارف افتركتها ليه بس هقولكم ف الآخر

......................................................

ف يوم من الأيام وأنا صغير .. تقريبا كدة من سبع سنين كنت ف معسكر ف مدينة على البحر

معسكر تبع الادراة التعليمية لأوائل الطلبة

وف يوم من أيام المعسكر جالنا واحد ( مسئوم ) علشان يشوف أحوالنا ولو محتاجين حاجة

واحد من الطلبة قام قال : يا أستاذ الأتوبيس اللى بيودينا ويجيبنا مفيش فيه ازاز .. أتوبيس أى كلام من الآخر 

الراجل بقى المفروض هيرد عليه 

قال : طبعا لأن الأتوبيس ده احنا اخترناه كدة مخصوص علشانكم 

الجو حر دلوقتى وانتوا ممكن تعرقوا من الحر لو في ازاز ولما تنزلوا ف الهوا تاخدوا برد

وانتوا ولادنا .. انتوا المستقبل .. هيطلع منكم الدكتور والمهندس والمحامى والحرامى 

انتوا مصر ..مصر يا ولاد 

بلد عمر الشريف وعادل امام أبو دم خفيف وحسن شحاته غنى عن التعريف 

طبعا ظهرت معالم الاندهاش والازبهلال ـــ مش عارف يعنى ايه ازبهلال ـــ على وجوهنا كلنا 

ف واحد تانى قام سأله : الميه بتقطع كتير حرام كدة احنا ف الصيف 

الراجل هو هو رد وقال : طبعا لأن احنا اللى بنقطعها .. انتوا رجالة وخلاص هتدخلوا الجيش قريب 

لازم نعودكم على الصعب من دلوقتى .. انتوا هتبقوا جنود ف جيش مصر 

مصر يا ولاد ..بلد عمر الشريف وعادل امام أبو دم خفيف وحسن شحاته غنى عن التعريف 

 وازبهلينا تانى من الاجابات الجميلة بتاعته

واحد تالت سأله : الكولدير مش بيسقع الميه ده بيسخنها

الراجل اتضايق بقى المرة دى وقال : يا ابنى يا حبيبى المية الساقعة غلط على سنانكم

سنان ولاد مصر .. مصر يا ولاد .. بلد عمر الشريف وعادل امام أبو دم خفيف حسن شحاته غنى عن التعريف

وقام ومشي وسابنا واحنا مزبهلين زى ما احنا

ايه بقى اللى فكرنى بالحوار الجميل ده

الطماطم .. أيوة الطماطم

فى مسئول بيقول ان الطماطم كتير على الأكل مش حلوة ـــ بتجيب املاح ـــ  ولازم الشعب يغير من عاداته الصحية

عشان ده شعب مصر .. مصر يا ولاد ..بلد عمر الشريف وعادل امام أبو دم خفيف وحسن شحاته غنى عن التعريف

كفاية علشان المرارة




الأربعاء، 6 أكتوبر 2010

فى ذكرى النصر




فى الذكرى السابعة والثلاثين لنصر أكتوبرالمجيد أردت أن أحكى لحضراتكم قصة رائعة تمتلئ بالعبقرية والذكاء

وتنتمى لهذا العالم الغامض الذى أهواه .. ألا وهو عالم المخابرات

كفى مقدمات ولنبدأ القصة

******************


قبيل حرب أكتوبر المجيدة بشهرين تقريبا وصل الى علم المخابرات العامة المصرية معلومة تقول بأن اسرائيل سوف قامت بشراء

محطة انذار مبكر من الولايات المتحدة الأمريكية وسوف تدخل هذه المحطة الخدمة قريبا

لذلك وجب على المخابرات المصرية التصرف حيال هذا الأمر الذى قد يفسد الحرب تماما

فمحطة الانذار المبكر تستطيع رصد الطائرات فى وقت مبكر جدا وتحديد هدفها

ووجهتها مما يدفعهم لأخد الحذر منها

مما يحبط الضربة الجوية تماما
خصوصا وأن الضربة الجوية مهمة للغاية فى حرب التحرير

المحطة سوف تعمل لمدة ثلاثة شهور تحت الاختبار ثم تنتظم فى عملها

اقترح البعض ضرب المحطة قبل الحرب بدقائق قليلة ولكن رفض هذا الاقتراح لأن هذا الأمر كفيل بلفت انتباه الاسرائيلين

عهد الى الضابط   أ . ص بالمهمة وكان رأيه بأن تعطيل المحطة يجب أن يكون من داخلها خصوصا فى فترة الاختبار

بعد عدة دراسات وتقارير ومناقشات تم الاتفاق على تجنيد أحد العلماء الأمريكان الذين سوف يطلب منهم الاسرائيليون المساعدة

أثناء فترة الاختبار وبالتحديد أحد علماء الطاقة

ولأن أسلوب اسرائيل مدروس بعناية فقد قدر خبراء المخابرات المصرية بأن أستاذا للطاقة لابد أن يتواجد مع المحطة ويجب أن

يكون هذا الشخص يهوديا حتى يضمن الاسرائيليون اخلاصه لهم

ودرست المخابرات المصرية ملفات علماء الطاقة الأمريكان اليهود منهم ووصلوا الى ثلاثة من العلماء لا يمكن أن يخرج اختيار 

الاسرائيليين عنهم 

وتم وضع الخطة على هذا الأساس وبدأ التنفيذ بالفعل 

........................

وأثناء تواجد بداخل أحد المحلات اصطدم به شاب يرتدى بذله أنيقة وعدة دبابيس مذهبة ولكن احدها جرح هذا العالم 

وعلى الفور اعتذر الشاب وأخرج منديلا معطرا ليطهر الجرح الذى سببه وأعطاه بطاقته لكى يقاضيه لو رغب فى ذلك 

لم يمر اليوم الا وهذا العالم فى المستشفى وأظهرت التحاليل أنه مصاب بحمى فيروسية تتطلب ملازمته للفراش لعدة أسابيع 

فاستبعدته المخابرات الاسرائيلية

........................


العالم الثانى أستاذ للطاقة بجامعة أخري وفى يوم ما  استوقفه أحد الطلاب ليسأله عن شئ ما 

ظل هذا الطالب يتحدث لمدة نصف ساعة كاملة دون أن يفهم منه العالم شيئا ثم تركه وانصرف

طبعا وجود شاب عربي معه ومعروف عن هذا الشاب عدائه لاسرائيل جعل الموساد يستبعد هذا الشخص أيضا

............................


كانت المخابرات المصرية قد سيطرت على العالم الثالث بخطة عبقرية للغاية لم يكشف عنها النقاب حتى الآن لعبقريتها وطلبت منه

عدة مطالب بسيطة

طلبت منه أن يقطع الطاقة عن المحطة خمس مرات وفى أوقات مختلفة ولمدة نصف ساعة فقط 

الموعد الأول فى أواخر سبتمبر ليلا 

ولما مر الموعد دون أن يحدث شئ ظن العالم بأن المصريين يختبرونه فقط

الموعد الثانى فى أول أكتوبر صباحا  

وتأكد لديه ظنه الأول عندما مر الموعد الثانى

الموعد الثالث فى السادس من أكتوبر فى تمام الساعة الثانية وحتى الثانية والنصف

وهنا انقضت النسور المصرية تحطم النقط الحصينة ووسائل الدفاع لديهم دون أن تفيدهم محطتهم الجديدة شيئا

وحققت الضربة الجوية الأولى اهدافها وعبرت القوات المسلحة خط بارليف المنيع وكتب الله لنا النصر على اليهود

ذلك النصر الذى سنظل نفخر به ما حيينا

ختاما أدعو الله أن يرحم شهداءنا وأن يلحقنا بهم