جو ملبد بالغيوم ... تعجز أشعة الشمس أن تصل الى هذه المنطقة على الرغم من أنه وقت الظهيرة ... لا طيور ...
لا أصوات سوى صوت الرياح وصوت زخات المطر ... مشهد يبعث فى النفس التشاؤم فما بالكم لو أن هناك شخص حزين
او مكتئب ... بالتأكيد ستكتمل لديه الصورة وسيضاف الى همه هموم ... وخلف احدى النوافذ وقفت أتأمل المشهد ...
فالشارع الخالى من الصبية الذين كانوا يملأون الدنيا صياحا والجو الكئيب زادوا من حزنى ... نعم أنا حزين جدا ولن أخبر
أحدا بسبب حزنى ...أنا لم أخبر والداى ولا اخوتى ولا اصدقائي فكيف أخبركم أنتم ؟؟ !!
لم أخبرهم ولكنهم علموا بأننى مكتئب ... الكل علم ذلك كما لو كان حزنى حل محل الشمس المختبئة خلف طبقات الغيوم
السماء تبكى من أجلى ... والشمس لم تستطع رؤيتى فى هذه الحالة فتورات خلف السحب …توقفت الطيور عن
التغريد حدادا لأجلى ... ولكنى لن أستمر هكذا ... لابد أن أخرج من ثوب الهم هذا وأعود الى نفسي ... أنا اعلم ان الناس
يحبون الحزن ... منهم من يعشق أن يحيا دور الضحية ولكننى لست منهم …سأخرج من حزنى وسأفعل ذلك الان ...
سأشغل نفسي فى القراءة التى أهواها ... وسأبدأ بهذه الرواية ... اسمها "طبيب الهموم" ... هل هى صدفة أن أختار
هذه الرواية بالذات من مكتبتى لأقرأها ... من يدرى ... لا لا لن أبدأ بها ...اود أن انسي حزنى لا ان افكر فيه سأختار تلك
الرواية … هى رواية من الخيال العملى ستبدو مفيدة
تتحدث عن شخص يخرج من جسده ويذهب لعوالم أخرى ثم يعود ... فكرة ساذجة ولكننى سأجرب ما قرأته فى
الرواية ... سأحصل على الاضاءة الخافتة المطلوبة فى التجربة عن طريق هذه الشمعةوسأسترخى على فراشي ...
شهيق ...... زفير ...... شهيق ........ زفير ............ فشلت انها فكرة حمقاء ولكن لن أستلسلم لليأس ... شهيق .....
زفير ... اه لقد فعلتها ... خرجت روحى من جسدى ... أنا أحلق فوق جسدى ... ياله من شعور رائع أن اطير …هل أنتم
مدركون لهذه الحقيقة أنا أطير… اطير ولكن الى أين سأذهب ....... ان العالم كله أمامى والى اى زمان سأذهب ....
الاختيارات كثيرة ومتعددة .... حسنا سأبدأ بهذا الكهل الذى يعالج الهموم .... سأذهب اليه لأعرف كيف يعالج الأحزان ....
انه يعيش فى ذلك الكوخ المتهالك .... دخلت الكوخ فرأيت طفلين يبدو أنهما لم يشعرا بي فأنا جسم غير مادى ....
دخلت فوجدت كهلا كبيرا يبدو أنه قعيد .... الغريب أنه شعر بي وراّنى ورحب بي .... وسألنى عن همومى ليعالجها
فسألته أن يخبرنى أولا عن الطفلين .... ابتسم وقال : " انهما حفيداى .... تركتهم أمهم بعد وفاة ابنى وتزوجت من اخر
بالتحديد باعتهم فى سوق الرقيق فاستدنت لكى اشتريهما ومن كثرة بكائهما فقدا القدرة على الابصار وأنت هلا
أخبرتنى عن سبب حزنك ""
نظرت حولى الى الكوخ المتهالك وبقايا الطعام المتواضع والطفلين وهممت بالبكاء .... كيف يعالج هذا الشخص احزان
البشر وهو فى حاجة لمن يعالج احزانه .... فهمت الان ....ان من يري حال هذا الشيخ سوف تهون عليه أحزانه بالتأكيد
< السلام عليكم ورحمة الله وبركاته >
استدرت لأرى صاحبة هذا الصوت فاذا بي أرى أمى .... أمى ؟؟ كيف أتت الى هنا ؟؟ وما الذى أتى بها الى هنا ؟؟
< أمى .... لم أتيت الى هنا ....هل أنت حزينة أيضا؟؟ >
وجهت السؤال لأمى التى يبدو عليها الحزن واضحا فردت : " بالطبع يا بنى أنا حزينة لحزنك وجئت أبحث عن علاج لحزنك "
ارتميت بين أحضانها ....لكم أنا قاسي لأننى تسببت فى حزنها .... أجهشت أمى بالبكاء وبكيت لبكائها .... سقطت بعض
قطرات الدموع الساخنة على وجنتى .... انتابتنى الدهشة .... كيف يحدث هذا وأنا جسم غير مادى .... كيف أشعر
بسخونة الدموع
رفعت وجهى لأنظر الى أمى فوجدت نفسي ممدا فى فراشي وأمى ترنو الى بكل حزن وكمد
< أمى .... لم تبكين ؟؟ >
وجهت لأمى هذا السؤال على الرغم من أننى أعرف الاجابة
قالت أمى : " أبكى لحزنك يا ولدى "
ابتسمت تخفيفا لحزنها وقلت لها : " لا تبكى يا أمى .... أنا لن أحزن بعد اليوم "
وكنت أعنى فعلا ما أقول .... فالحياة أقصر من أن نضيعها حزنا على ما فات
شكرا لك أيها الشيخ .... لن أنسي أبدا رحلتى اليك حتى وان كانت مجرد حلم
تمت بحمد الله
1 التعليقات:
كلامك جد صحيح مافي شيء يستاهل نحزن عليه فمهما طال الليل اكيد ان الشمس حتظهر تاني و حيطل نهار جديد و حلم جديد...كل شيء زائل فلا تحزن على اشياء في الدنيا و اعمل في يومك لتسعد في اخرتك
إرسال تعليق
سواء اتفقنا أو اختلفنا
رأيك يهمنى ما تبخلش عليا بيه