لا أصدق أننى عدت أخيرا للكتابة ولمدونتى العزيزة .. فى الحقيقة تسارع الأحداث
وكثرتها وعدم قدرتى على تحديد الصدق من الكذب منعنى كثيرا من أن أكتب أو حتى أعلق على الكثير .. بالاضافة الى انشغالى فى امتحانات نهاية العام .. المهم هو أننى عدت أخيرا .. لن أتحدث عن أى حدث جارى من تلك الأحداث التى تشغل الرأى العام اعذرونى .. سوق أقص على حضراتكم قصة بسيطة حدثت لى شخصيا منذ عام تقريبا .. تبدأ القصة حينما كان على أن أتواجد فى مأتم شخص متوفى ( هو فى مياتم لناس عايشة ؟؟ !! ) قريب لأحد أصدقائي
عادة فى مثل هذه المواقف أجد نفسي مضطر للجلوس بين أشخاص لا أعرفهم مطلقا وبغض النظر عن أن أحد التابعين قال بأن هذا النوع من المناسبات يعتبر نواحا على الميت ولكننى اضررت للحضور .. حضرت قبل أن يبدأ القارئ بالترتيل بحوالى خمس دقائق وجلست فى مواجهة شخص ضخم الجثة جذبنى صوته الجهورى والذى يتناسب تماما مع ضخامة جسده .. راح هذا الشخص يحكى لنا ( فجأة وجدت نفسي فى دائرة الحديث ) عن علاقته بأحد الشيوخ الذين قد رفع عنهم الحجاب كما يدعى .. قال بأنه يوما اتفق مع صديق له على الذهاب الى الحسين لأداء صلاة الجمعة فى هذا المسجد المبارك .. ويوم الجمعة وحينما ذهب كيفما اتفق ولأن صديقه هذا ليس من بلده فقد اتفق على أن يتقابلا فى منتصف الطريق فى مدينة قريبة من مدينتيهما .. ولكن هذا الصديق اتصل به يومها بعدما سافر هذا الشخص وأخبره بأنه نسي بطاقته الشخصية وأوقفه ضابط شرطة فهو لن يستطيع الحضور للأسف واعتذر له أشد الاعتذار .. المهم أن هذا الشخص قد عقد النية الخالصة على الذهاب وعدم التراجع مهما حدث .. وبالفعل ذهب الى مسجد الحسين وأدى صلاة الجمعة وجلس قليلا فى المسجد فوجد أن خطيب الجمعة توجه اليه بعدما نزل من على المنبر وقال له مباشرة :" صديقك لم يأتى معك ؟؟"
n فى البداية ظن هذا الشخص بأنه أخطأ فنظر اليه مستنكرا ولكن الشيخ أكمل :" أوقفه ضابط شرطة فى الطريق ولم يستطع الحضور "
n هنا فقط اندهش الرجل .. كيف عرف هذا الشيخ بما حدث وعرفه من بين المصلين ؟؟
المهم أنه مر الوقت منذ هذا الحادث الى أن تعرف ببعض الشيوخ فى بلدته وأعطاه احدهم مبلغا ماليا ليوصله الى شيخ آخر بالاضافة الى ( بطة ) , هكذا قال .
انتفخت أوداج هذا الشخص وهو يحكى هذا الجزء ولاحظوا معى أن هذه هى لحظة التنوير كما يقولون
قال :" كنا أواخر الشهر الميلادى وكنت بحاجة للمال فطلبت من زوجتى أن تذبح البطة وقمت بانفاق المال كله وحين جاء الشيخ الآخر والذى من المفترض أن أعطيه المال والبطة رأيته متجهما وقال لى : أعرف أنك أكلت البطة وأنفقت المال وعقابا لك ستدفع المال مضاعفا وتشترى لي بطتين .. والحمد لله أنه فى هذا اليوم بالذات كنت قد حصلت على مرتبي ومعى من المال ما يكفى لأعطيه ما طلب .. أرأيتم أنه شيخ رفع عنه الحجاب كما أخبرتكم ؟؟ "
أردت أن أتحدث فوجدت أنه أمامى حلين فقط لهم ثلاثة احتمالات :
الأول : أن أحدثه مباشرة قائلا : " حد قالك قبل كدة انك ساذج ؟؟ "
وهذه الجملة تؤدى الى احتمالين لا ثالث لهما
أولهما : أن يبتسم الرجل سعادة ويقبل يدي ويعتبرنى ممكن كشف الحجاب عنهم أيضا وهذا كفيل بأن أصبح مشهورا وشيخ كبير يقصدنى الناس السذج مثله ونهايتى بالتأكيد هى السجن بتهمة النصب والاحتيال
وثانيهما : أن يكور قبضته ويوجه لى لكمة عنيفة كفيلة بأن تنهى حياتى
والحل الآخر هو أن أدخل موجة هستيرية من الضحك وهذا أيضا كفيل بموتى حيث أنه ليس من الأدب أن أضحك فى مثل هذه المناسبة .
والحمد لله أن القارئ بدأ فى ترتيله قبل أن أتهور وأنهى حياتى بتهورى الأهوج
وشرع القارئ يقول :" بسم الله الرحمن الرحيم .. وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ " صدق الله العظيم
0 التعليقات:
إرسال تعليق
سواء اتفقنا أو اختلفنا
رأيك يهمنى ما تبخلش عليا بيه